الاثنين، 8 نوفمبر 2010

الشخصية الدعوية المؤثرة ؟؟


ثلاثة مداخل للتأثير في الشخصية:



كثيرا مايثير اعجابنا شخصية بعض الدعاة والمشائخ

كي يجعلون القلوب تتأثر بقولهم وتخترق كلماتهم ومواعظهم قلوبنا

وعقولنا ونطرب لسماع حديثهم  دون ممل كيف استطاعوا ذلك

ومالسر الذي امتلكوا به قلوب الناس وأثروا عليهم  فأصبحنا نحبهم

ونحب أحاديثهم ومواعظهم






هناك ثلاثة مداخل للتأثير في الناس:

(الأمن00 والإنجاز 00والحب)،

 ثلاثة مداخل مهمة تستطيع من خلالها غزو شخصية الآخر للوصول إلى
 التأثير فيه وتوجيهه،
فأما الأول فهو الأمن، وأقصد به أن يأمن الآخر
أن السلوك الذي تدفعه إليه آمن غير ضار نافع غير مفسد، وليس المقصود هنا
هو الأمن على المصالح الشخصية فحسب، بل يتعدى الأمر إلى أكبر من هذا
إلى الأمن على المستقبل والمآل والمنتهى، ويشبه العلماء الأمن للإنسان كالتربة الصالحة
وهو هنا تربة نفسية تفتح باب القبول للشخصية الداعية،

كذلك فالإنجاز مدخل مهم للنفوس فالداعية إلى الله سبحانه لابد وأن يشعر
 الآخرين بالإنجاز فإننا لو شبهنا الأمن بالتربة الصالحة فإن الإنجاز هو ذلك الماء
الذي يروي هذه التربة ويبث فيها الرونق والانتعاش ويظهر فيها علامات الحياة،
ولذلك كان رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ يربى الناس على إشعارهم بالإنجاز
والتميز والتقدم فيقول لهم _صلى الله عليه وسلم_: "مَن قرأ حرفا من كتاب الله فله
به آجر لا أقول الم حرف بل ألف حرف ولام حرف وميم حرف"
 فهو يعلمك أنك تنجر كثيراً جداً وتحصل كثيراً جداً بقراءتك أكثر مما تتصور،
 حتى الذين لم يحسنوا القراءة بعد، يقول لهم _صلى الله عليه وسلم_:
"الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه
 وهو عليه شاق فله أجران" فهو يعلمك أنك منجز على كل حال ولن يمنعك تعلمك
أن تحصل الثواب الكبير والعميم فأنت منجز على كل حال، ويقول
_صلى الله عليه وسلم_ فيما أخرجه مسلم "عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير
 وليس ذلك لأحد إلا المؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته
 سراء صبر فكان خيرا له" فهو يعلمه أنه منجز على كل حال ومحصل للثواب
على كل حال،وهذا الشعور يبث في المدعو الثقة ويدفعه نحو العمل
 ونحو التطبيق للتوجيه الذي تعلمه.

كذلك فإن الحب مدخل هام جدا من مداخل الشخصية: فأنت يا أيها الداعية إذا أردت
التأثير في الناس فدعهم يحبونك أولاً، ثم بعد ذلك مرهم فيعملوا، فالحب يرقق القلوب
 ويقربها إلى الداعية قال الله _تعالى_: "وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ
 فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ" (آل عمران: من الآية159)،
 فهو بيان رباني إذن للنبي _صلى الله عليه وسلم_ أن يجد الطريق إلى القلوب برقة
 ورحمة ومحبة وتسامح وعفو، قال الله _تعالى_:

 "لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ
عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ"

وانظر إلى الداعية المحبوب كيف يجد طريقه إلى التأثير في الناس
 وفي قلوبهم بمنتهى اليسر والبساطة وانظر إلى الآخر الذي
يريد إجبار الناس على التأثر بكلماته وهو منفر غليظ عبوس
 متكلف معجب بنفسه وبعمله، مستقل عمل الآخرين وطاعاتهم.
. لكم يخسر هذا.. لكم يخسر!!