الجمعة، 24 ديسمبر 2010

مهارات الإلقاء وأثرها في إيصال الدعوة





وسائل تبليغ الدعوة هي الطرق التي يستطيع بها الداعية

 إلى الله عز وجل ايصال دعوته إلى الناس،

المحاضرة الدعوية  لا تقوم بذاتها بل تحتاج إلى من يحركها أمام المدعوين

وهذا هو واجب الداعية الذي يتحمل أعباء هذه الوسيلة الدعوية

 الهامة (1) والتي تقتضي من الداعية امتلاك

 مهارات الخطابة والالقاء ليتمكن من نقل المعاني والأحاسيس

إلى المدعوين والتأثيرفي أفكارهم وتوجهاتهم واقناعهم برسالته المراد ايصالها اليهم،

 وسنتناول أهم هذه المواصفات والمهارات التي ينبغي ان يمتلكها

 الداعية ليتمكن من التأثير في الآخرين:
1- العلم:

حيث ينبغي للداعية ان يتصف بعمق المعرفة والإحاطة بما يتحدث عنه

 والا كان مناقضا لنفسه
 وسيتضح ذلك للناس سريعا لأنه لن يستطيع ان يحدث بغير علم، وهذا يستلزم
الإعداد الجيد للرسالة المراد ايصالها فإن ذلك ابلغ إلى السامعين وشد انتباههم.

2- المهارة اللغوية:
 وهي امتلاك الداعية لمعجم واسع من المفردات تزوده بقدرة فائقة على التعبير
عن المعنى بأروع طريقة وأبدع أداء قال صلى الله عليه وسلم (أوتيت جوامع الكلم)
وكلما نجح الإنسان في إجادة فن الكلام وامتلاك زمام الفصاحة والبلاغة كان أقدر
 في الآخرين وتوجيههم الوجهة التي يريدها، كما أن الوضوح والبيان في الكلام
من أهم اسباب تفاعل المدعوين، أما عندما يكون الكلام غامضا فلن يتفاعل مع الآخرين.
واول خطوات المهارة اللغوية هي لفت انتباه المستقبل وإثارته بحركة او كلمة،
او ذكر هدف محبوب، او موقف، كمدخل  لرسالة الداعية وهو ما يسمى لدى علماء
 البلاغة ( براعة الاستهلال) واذا نجح الداعية في استهلاله فقد نجح غالبا في تبليغ دعوته.
3 - مهارة التحكم في الصوت:

من مهارات الالقاء القدرة على التحكم في الصوت وتغيير طبقاته تبعاً لأهمية الكلام،
 أو مراعاة لموقف، أو للتأكيد على بعض الكلمات، فنبرات الصوت وتفاعلها مع
معاني الكلمات من أهم الوسائل في إيصال رسالة الداعية. وقد نسمع كلاماً واحداً
من شخصين مختلفين فنتفاعل مع احدهما ونتأثر ونتحمس بينما لا يحرك فينا الاخر إحساساً... لماذا؟.
وقد قام فريق من الباحثين بعمل دراسات في بريطانيا سنة 1970م حول تأثير الكلام
 على الآخرين، فوجدوا ان للكلمات  والعبارات نسبة 7% من التأثير،
وان لنبرات الصوت 38%
وان لتعبيرات الجسم الأخرى من عيون ووجه وأيد وجسم 55%.
4 - مهارات حركية:

قد تكون الحركة أهم من أسلوب الالقاء، ومن المعلوم ان الناس يتذكرون ما يرونه
 أكثر مما يسمعونه ومن هنا كان الاثر العالي للحركة، كما أن الناس تميل
 إلى تفسير معاني الاشارات والحركات بشكل طبيعي وتلقائي مما يجعل للحركة
أثراً كبيراً في إيصال الرسالة وقد قال العرب قديماً: ''رب إشارة ابلغ من عبارة''،
 والتعبير قد يكون بالعيون أو باليدين وقد يكون بقسمات الوجه،
وقد يكون بحركات الكتفين أو بالرأس فينبغي للداعية ان يمتلك مهارات الاتصال
الحركي والتي سيكون لها ابلغ الاثر في إيصال دعوته للناس، وليعلم ان للحركة مزايا:
- تعكس المشاعر والانفعالات.
- تساعد على الفهم.
- تشد الانتباه.
- ذات اثر قوي في إيصال الرسالة

5 - مهارة أداء الوقفات:
لابد للخطيب والداعية من مراعاة التوقف في الحديث عند مواضع مناسبة ليهيئ
ذهن السامع ويحافظ على ترابط الافكار، وعلى الداعية ان يتعلم كيف يستخدم
قوة الصمت ولو لثوان وان يعرف مواضع الوقفات، مما سيجعل لذلك مردوداً ايجابياً
 في قوة التأثير وشد الانتباه.

6 - مهارة إدارة الأسئلة:

يحتاج الداعية في جلسة الأسئلة إلى مهارة خاصة تكشف مخزونه المعرفي وتثري
 النقاط المهمة، وتوفر للمدعوين فرصة للمناقشة وسبر أغوار موضوع الرسالة،
 وعلى الداعية ان لا يخجل من قول لا اعلم فإنها نصف العلم

 وان يؤجل الإجابة إلى حين بحث المسألة.

واخيراً فإن هناك مهارات أخرى في الاتصال وصفات شخصية  على الداعية

ان يتصف بها ليتمكن من التواصل مع الآخرين والتأثير فيهم، فإن هذا الطريق

 يقتضي العمل الجاد والسعي الحثيث للارتقاء بالاداء لبلوغ أعلى النتائج.

هناك تعليق واحد:

  1. جزاك ربي جنته,,
    مهارات ..رائعة جدًا..
    نحنُ بحاجة إليها,,

    ردحذف